recent
أخبار ساخنة

ادمان الالعاب الالكترونية

الصفحة الرئيسية

هل تخيلت أنك تدخل إلى عالم موازي حيث تختفي الساعات وتبدو كأنها دقائق، كما تصبح المهمات الافتراضية أكثر أهمية من الواقع ذاته، هل بدا لك أمراً مألوفاً؟! مطلقاً وذلك لأنك أو أحد الأشخاص من المحيطين بك قد وقع في فخ ما يُعرف بظاهرة ادمان الالعاب الالكترونية التي سوف تجلب له آثاراً سلبية كثيرة.

 وفي هذا المقال، سوف نأخذك في رحلة للتعرف على خفايا هذه الألعاب والتي قد تحول الترفيه إلى إدمان وكيف يمكننا استعادة التوازن قبل أن يُفلت زمام الأمور.

ما هو إدمان الألعاب الإلكترونية؟

يمكن تعريف إدمان الألعاب الإلكترونية على أنه ذلك الاضطراب السلوكي الناتج عن استخدام الألعاب الرقمية المتاحة عبر الجوال أو الكمبيوتر أو أجهزة الألعاب المنزلية بصورة مفرطة وغير منضبطة، ويتمثل ذلك الإدمان في عدم قدرة الشخص على التحكم في الوقت المخصص للعب، الأمر الذي يؤثر سلباً على أداء أنشطته اليومية مثل الدراسة أو العمل.

الفرق بين اللعب الطبيعي وإدمان الألعاب الإلكترونية 

يتمثل الفرق بين اللعب الطبيعي وإدمان اللعب في العديد من النقاط والتي تتلخص فيما يلي:


اللعب الطبيعي

إدمان الألعاب الإلكترونية 

هو ذلك النشاط الترفيهي الصحي الذي يتم ممارسته بشكل واعي ومعتدل ويعمل على تحسين المهارات العقلية والاجتماعية.

هو عبارة عن حالة مرضية ينتج عنها استخدام الألعاب بشكل قهري ومفرط، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية والاجتماعية.

يمكن ممارسته إرادياً لفترات محددة.

يتم ممارسته بصورة لا إرادية مع عدم التحكم في الوقت.

لا يؤثر على مختلف الأنشطة اليومية.

يؤدي إلى الإهمال في العمل والتعليم بل والعلاقات الاجتماعية أيضاً.

تحسين الكثير من المهارات مثل التركيز والتنسيق.

يسبب حدوث الكثير من المشكلات النفسية مثل القلق والاكتئاب.

يمكن استخدامه كأحد وسائل الترفيه. 

يستخدم كأحد سبل الهروب من الواقع.

ما هو رأي علماء النفس حول إدمان الألعاب الإلكترونية؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إدراج اضطراب الألعاب الإلكترونية كأحد الحالات المرضية ضمن تصنيفها الدولي للأمراض، حيث رأت أنه عبارة عن نمط متكرر ومستمر من سلوكيات اللعب يعمل بدوره على عدم التحكم في وقت اللعب مما يؤدي إلى تقليص اهتمام الفرد بأنشطته اليومية الأخرى واستمراره في هذا السلوك مع التجاهل التام لآثاره السلبية، وقد رأى علماء النفس أن هذا السلوك يشكل خطورة نفسية واجتماعية كبيرة كونه يعزز من فرص الإصابة بالقلق والاكتئاب.

أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية 

هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى إدمان الألعاب الإلكترونية والتي تتلخص فيما يلي:

  • الأسباب النفسية 

حيث أن هذه الألعاب تعد أحد وسائل الهروب من الواقع والضغوط الحياتية اليومية، فضلاً عن دورها في تعزيز الشعور بالإنجاز نظراً لتوفيرها الكثير من المهام والتحديات التي تولد الشعور بالنجاح وهو ما قد يفتقر إليه الفرد في حياته الواقعية، كما أنها تعتمد على التحفيز المستمر من خلال المكافآت مما يعزز من رغبة اللاعب في الاستمرارية.

  • الأسباب الاجتماعية

قد يعتمد اللاعب على تلك الألعاب كأحد وسائل التواصل والترفيه، مما يعمل على زيادة عزلته الاجتماعية، كما أنه قد يجد مجتمعات وصداقات بديلة تعزز من ارتباطه بها.

  • الأسباب البيولوجية 

إن ممارسة الألعاب بشكل عام تؤدي إلى تعزيز إفراز الدماغ لمادة الدوبامين وهي تلك المادة المسؤولة عن توليد الشعور بالسعادة، ومع زيادة مدة الألعاب بشكل مفرط، يقل إفراز الدماغ لتلك المادة، مما يضطر اللاعب إلى استمرار اللعب بشكل أكبر للوصول إلى ذلك الشعور.

اقرأ أيضًا:- فوائد الالعاب الذهنية

  • الأسباب الأسرية والتعليمية

قد يؤدي عدم وجود الرقابة الأبوية الكافية إلى إفراط كل من الأطفال والمراهقين في وقت اللعب، كما أن الطلاب يلجأون إلى تلك الألعاب بشكل كبير لتقليل حدة التوتر الناتج لديهم من الضغوط الدراسية.

  • التصميم الجذاب للألعاب

حيث تحتوي تلك الألعاب على رسومات ومؤثرات صوتية جذابة تعزز من استمتاع اللاعبين فضلاً عن التحديثات المستمرة التي توفرها لهم لضمان إقبالهم على اللعب بصفة مستمرة.

أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية 

توجد العديد من العلامات التي تؤكد إدمان الشخص الألعاب الإلكترونية ومن أهمها ما يلي:

  • الأعراض الجسدية والنفسية 

وتتضمن تلك الأعراض فقدان السيطرة على وقت اللعب حيث أن اللاعب يستمر لساعات طويلة دون توقف، مع التجاهل التام لكافة التزاماته الأخرى.


كما تظهر عليه أيضاً أعراض الانسحاب الاجتماعي والعزلة عن الأهل والأصدقاء، وتفضيل التفاعل داخل اللعبة عن ذلك المتاح في الواقع، وقد تظهر عليه أيضاً بعض التقلبات المزاجية مثل الغضب، التوتر، أو الاكتئاب.

يتعمد اللاعب أيضاً إهمال أنشطته اليومية مثل الدراسة، العمل، أو الأنشطة الاجتماعية فضلاً عن الكذب فيما يتعلق بوقت اللعب حيث أنه يخفي عدد الساعات التي يقضيها في اللعب.

  • الأعراض الجسمانية

ومن أبرز تلك الأعراض الإرهاق المزمن الناتج عن السهر أو اللعب لفترات طويلة دون راحة، وقد تحدث بعض المشاكل في النظر كالإجهاد البصري أو جفاف العين الناتج عن التحديق المستمر بالشاشة.


تسبب أيضاً العديد من الآلام الجسدية مثل آلام الرقبة، الظهر، أو المعصم نتيجة الجلوس أو استخدام اليدين لفترات طويلة، فضلاً عن اضطرابات النوم والأرق بالإضافة إلى التعرض إلى سوء التغذية الناتج عن إهمال الأكل أو اللجوء إلى الوجبات السريعة أثناء اللعب.

اقرأ أيضًا:- طريقة استخدام تطبيق العاب بدون نت - العاب ذكاء لقضاء أوقات ممتعة وكيفية تحميله

مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية 

يسبب إدمان الألعاب الإلكترونية الكثير من الآثار السلبية في العديد من الجوانب ومنها ما يلي:

  • ارتفاع نسبة القلق والاكتئاب نتيجة الاستخدام المفرط خاصةً لدى الأطفال والمراهقين.
  • تنمية السلوكيات العدوانية لدى الأطفال على وجه التحديد، مما يؤثر سلباً على تعاملهم مع الآخرين.
  • الانطواء والعزلة نتيجة تفضيل المكوث لأطول فترة ممكنة في اللعب.
  • التعرض لمشكلات السمنة وزيادة الوزن نتيجة البقاء جالساً لفترة طويلة وقلة ممارسة الأنشطة البدنية.
  • عدم التركيز في الدراسة مما يؤثر بشكل كبير على نسبة التحصيل وتراجع في الأداء الدراسي.
  • مواجهة الأطفال لبعض القيم الخاطئة نتيجة وجود بعض المحتويات الغير لائقة داخل تلك الألعاب.

كيف نساعد مدمن الألعاب الإلكترونية على التعافي؟

هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها لمساعدة مدمني الألعاب الإلكترونية على التخلص من أعراض الإدمان ومنها ما يلي:

  • العلاج السلوكي والمعرفي الذي يعزز من قدرة الفرد على التحكم في الرغبة في اللعب.
  • الاستشارات الفردية والعائلية والتي تستخدم في الوقوف على أسباب الإدمان ووضع الاستراتيجيات المناسبة للتخلص منه.
  • تحديد أوقات معينة للعب وعدم تجاوزها مع توفير بدائل ترفيهية مناسبة مثل القراءة وممارسة الرياضة.
  • استخدام وسائل الرقابة الأولية بهدف تقنين استخدام تلك الألعاب.
  • الاهتمام بتوفير الدعم النفسي سواء من قبل الأسرة أو المختصين وتوفير جلسات العلاج النفسي إذا تطلب الأمر ذلك.

أهم الأسئلة الشائعة

هل الألعاب مضرة دائماً؟

بالطبع لا، حيث أن الألعاب الإلكترونية إذا تم استخدامها بشكل متزن وواعي قد تجلب الكثير من الفوائد مثل تحسين المهارات العقلية والإدراكية، تعزيز قدرة الفرد على اتخاذ القرار فضلاً عن إمكانية استخدامها كأحد أبرز الوسائل التعليمية.

هل يمكن أن تكون الألعاب الإلكترونية وسيلة ترفيهية مفيدة؟

يمكن اختيار الألعاب الإلكترونية المفيدة من خلال بعض المعايير مثل تصنيف الألعاب حسب الفئة العمرية، تعيين أوقات محددة للعب، كما قد تصبح ذات فائدة أيضاً حال توازنها مع ممارسة مختلف الأنشطة الاجتماعية والبدنية.


وفي النهاية، يمكن القول أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين حيث أن الألعاب الإلكترونية غير ضارة بطبيعتها ولكن ادمان الالعاب الالكترونية قد يجلب الكثير من المخاطر التي تؤثر في الجوانب الاجتماعية والتعليمية والنفسية بل والصحية أيضا.

google-playkhamsatmostaqltradent